به گزارش خبرنگار خبرگزاری حوزه، آیت الله اعرافی مدیر حوزه های علمیه پیامی به زبان عربی در حمایت از مردم فلسطین و محکومیت جنایات رژیم صهیونیستی علیه مردم غزه صادر کرد که متن آن به این شرح است:
بیان صادر عن الحوزات العلمیة فی الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة حول العدوان الصهیونی علی فلسطین
بسم الله الرحمن الرحیم
یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ یَنصُرکُم وَ یُثَبِّت أَقدامَکُم
(سورة محمد المبارکة الآیة ۷)
ألحمدلله رب العالمین و أفضل الصلاة و السلام علی خاتم النبیین محمد و آله الطیبین الطاهرین و اصحابه المنتجبین ؛
منذ أکثر من سبعة عقود و الإحتلال الصهیونی مستمر بجرائمه الوحشیة ضد الشعب الفلسطینی المظلوم و کان قد وصل تبجّح هذا الکیان الغاصب لدرجة جعله یطمح باحتلال أراضی العالم الإسلامی من النیل إلی نهر الفرات لیتحکم بمصیر البلدان الإسلامیة کی یتیح لهم أن یعثوا فی الأرض فساداً ؛ و لکن ما تصدی لهذا العدوان علی العالم الإسلامی هو روح الجهاد و صحوة العلماء المؤمنین و الفتاوی التی صدرت بوجوب محاربة الإحتلال فی فلسطین و جمیع أنحاء العالم الإسلامی و هذا الکفاح مستمر حتی النصر النهائی و اقتلاع الغدة السرطانیة الصهیونیة من الأراضی الإسلامیة المقدسة و قد تجسدت کل هذه القیم فی محور المقاومة الرشیدة و مازالت المقاومة فی لبنان و فلسطین فی مسارها المتقدم و المنتصر .
منذ ذلک الزمن و کل هذا الإجرام یحدث تحت أنظار العالم و بدعم من القوی الکبری و تواطیء بعض الأنظمة العربیة و الإسلامیة مع العدو الصهیونی و أصحاب نهج التطبیع و التسلیم کانوا سابقا یمارسون التطبیع تحت الطاولة إلا أنهم أظهروا حقیقتهم و بدؤوا بالتطبیع العلنی و التصفیق للصهاینة و فتح السفارات فی البلاد العربیة و الإسلامیة بعدما صرحوا بدون إستحیاء بأن یجب أن یکون للصهاینة وطنهم الخاص فی الأراضی المحتلة ناسین أهل فلسطین المشردین .
و لکن قریبا هؤلاء المطبعین و سادتهم سیندمون علی خیانتهم و هذا وعد الله فی القرآن الکریم "فَتَرَی الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ یُسَارِعُونَ فِیهِمْ یَقُولُونَ نَخْشَی أَن تُصِیبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَی اللَّهُ أَن یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَیُصْبِحُوا عَلَی مَا أَسَرُّوا فِی أَنفُسِهِمْ نَادِمِینَ"
لقد خطط الأمریکان و الصهاینة لإضعاف محور المقاومة من خلال إغتیالهم للشهید اللواء الحاج قاسم سلیمانی باعتباره أقوی شخصییة کاریزماتیکیة و عسکریة تهدد وجود کیانهم الغاصب فإذا بشهادته المبارکة تتحول لعنة تلاحقهم و نحن نری الیوم بکل وضوح ثمار دمه الطاهر و برکات محور المقاومة لاسیما الأن و بعد الإعتداء الصهیونی علی أهل القدس و أهالی حی الشیخ جراح و بعد دخول المقاومة الباسلة علی خط الجهاد ضد العدو الصهیونی بکل وضوح نشاهد تغییر المعادلات و عودة فلسطین لتتحول إلی رمز للدعوة و المقاومة الإسلامیة و قامت قوی محور المقاومة بتغییر تکتیکاتها المقاومة ضد العدو الصهیونی حیث أصبحنا علی منعطف تاریخی ملامحه تبشر بالنصر القادم عاجلا و من علامات هذا النصر هو ضرب عاصمة الکیان الصهیونی و مستعمراته فی عقر داره بینما بان فشل منظمات الباتریوت و القبب الحدیدیة التی تحولت إلی قبب السخریة مقابل صواریخ المقاومة و فی الحقیقة قد تجلت کلمة ولی زمن الهزائم و أتی زمن الإنتصارات فإذا کنا سابقا نشاهد تحول دبابات الجیش الصهیونی إلتی زعموا أنه لایُهزَم إلی ناقلات رفات الجنود فالیوم باتت الصواریخ تُمطِر أماکنه الحیویة و بناه التحتیة ، و لا ریب أن هذه هی بوادر إنتصارات المقاومة التی ستعید للأمة کرامتها و عزها فالیوم تحولت کل المقاییس و أصبح الکیان الصهیونی أضعف مما سبق و نحن الیوم أقرب ما نکون إلی القدس .
ولکن لازال الیوم هناک نهج یحاول تغییر اولویات الأمة الإسلامیة من خلال العمل الثقافی و الإعلامی فبینما یطالب أبناء الأمة الإسلامیة بتحریر کامل فلسطین إلا أن بعض الدول و المنظمات الإسلامیة من باب الخیانة أو الجهل أو الغدر تعمل علی إحباط إنجازات المقاومة من خلال رفع کلفة أهل غزه و خفض مطالبات الشعب الفلسطینی و کذلک العمل علی التفرقة بین فصائل المقاومة الفلسطینیة و ما هذا إلا عمالة و خدمة للصهیونیة الأمریکیة و خذلانا للأقصی المبارک و حقوق أهل فلسطین.
أننا و منذ إنتصار الثورة و قیام الجمهوریة الإسلامیة فی ایران قیادة و حکومة و شعبا ننادی بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطینی و هذا النداء لم یکن إلا منبثقا عن المبادیء و معتقداتنا و فقهنا الإسلامی الذی صرح علی نصرة المظلوم و التصدی للظالمین و هذا ما صرح علیه الدستور الایرانی المنبثق عن العقیدة الإسلامیة و قد أعلن الإمام الخمینی (ره) عن یوم القدس العالمی فی آخر جمعة من شهر رمضان المبارک و إستمر الشعب الایرانی فی هذا النضال و بذل أقصی جهده و نفسه و نفیسه من أجل فلسطین و إحیاء کرامة الأمة الإسلامیة و الشعوب الإسلامیة و من هذا المنطق ندعوا جمیع أبناء الأمة الإسلامیة و العلماء و إخوتنا بما یلی :
۱) نطالب جمیع إخواننا و أخواتنا بالسعی نحو الوحدة الإسلامیة و نبذ الخلافات و نبذ التفرقة و التأسیس للحوار الإسلامی و رفض أنواع العصبیة و العنف و التطرف کما نؤکد علی رفض أی نوع من الإهانة لرموز المذاهب و الأدیان الأخری و نؤکد بأن هذا هو نوع جدید من المؤامرات التی خططت ضد وحدة الأمة الإسلامیة ؛
۲) ندعوا الجمیع بالمطالبة بقطع جمیع العلاقات الإقتصادیة و التجاریة و الثقافیة مع إسرائیل و حظر منتجاته و إغلاق سفاراته و قنصلیاته فی جمیع البلاد و ترک جمیع المفاوضات الخفیة و المعلنة مع إسرائیل و التخلی عن العار الناتج عن التطبیع و فتح سفارت الصهاینة علی أرض المسلمین ؛
۳) ندعوا الجمیع بالتعبیر الصریح عن رفض جمیع أنواع و أشکال التطبیع و المفاوضة و الإستسلام ؛
۴) ندعوا جمیع الشعوب و الدول الإسلامیة إلی الدعم المالی و الإقتصادی السریع و المکثف للمقاومة فی فلسطین و لبنان ؛
۵) نحث جمیع المنظمات الجهادیة فی فلسطین إلی الوحدة والتکاتف من أجل التصدی للکیان الصهیونی الغاشم لیکونوا یدا واحدة فی مواجهته کما نطالب إخوتنا الفلسطینیین بعدم الوقوع فی فخ المطبعین و المتآمرین الذین یحاولون الإلتفاف علی إنجازات المقاومة و کسرها متلبسین بحجة حقن دماء أهل غزة و کذلک نحذر الجمیع من الوقوع فی فتنة التفرقة أو الوقوع فی فخ التقسیمات الجدیدة تحت مسمیات رنانة و زعم الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطینی ؛
۶) نؤکد بأن القدس هی عاصمة فلسطین و أن المسجد الأقصی هو القبلة الاولی التی لایجوز و لا یمکن لأی مسلم التخلی عنها فی أی حال من الأحوال و نؤمن بأنها ستعود لأحضان الأمة الإسلامیة ؛
۷) نؤکد بأن ضمان حقوق الشعب الفلسطینی لا یمر إلا عبر طریقین ؛ أولهما یتمثل بإجراء إستفتاء حر و شامل یشارک فیه جمیع أبناء فلسطین الأصلیین لتعیین مصیرهم من مبدأ حق تعیین المصیر المصرَّح علیه حسب مواثیق الأمم المتحدة و الطریق الآخر هو خط الجهاد و المقاومة المبنی علی مبادیء العقل و الفطرة و أساس الدفاع المشروع ضد المحتل لجمیع أبناء الشعب الفلسطینی ضد العدو الصهیونی المحتل.
۸) باسم الحوزات العلمیة وفقا لفتاوی المراجع العظام نعلن بصراحة أن دعم المقاومة فی فلسطین و غزه و المساهمة فی تعزیز قوی محور المقاومة واجب شرعی علی عاتق جمیع أبناء الأمة الإسلامیة حکومة و شعبا و واجب إلهی لجمیع أتباع الدیانات و واجب إنسانی لکل إنسان ذی ضمیر کما أن أی مفاوضة مع العدو الصهیونی و أی صداقة و علاقة معهم حرام شرعی و إلهی و إنسانی .
إن الحوزات العلمیة فی الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة و أنحاء العالم الإسلامی من منطلق التعالیم الإسلامیة فی القرآن الکریم و السنة النبویة الشریفة و إتباعا لإرشادات مراجعها العظام دامت برکاتهم و سماحة السید القائد الإمام الخامنئی (دام ظله) تؤمن بأن الحل هو وحدة العالم الإسلامی من أجل التصدی لمؤمرات الأعداء و فی هذا الصدد یجب علی الجمیع أن یتکاتفوا من أجل المقاومة و الجهاد و نعرب عن إستعدادنا و تهیؤ جمیع الطلبة و الأساتذة و العلماء فی حوزة قم المقدسة و الحوزات العلمیة للتعاون مع محور المقاومة و العالم الإسلامی من أجل تحریر أرض فلسطین العزیزة .
و فی الختام أرجوکم أرجوکم دن تقوموا بدورکم فی دعم المقاومة فی هذا المنعطف التاریخی و نطالب جمیع إخواننا فی العالم الإسلامی بالتعبیر العلنی عن إدانة العدوان الصهیونی الوحشی علی أهلنا فی فلسطین و کذلک رفض جمیع أنواع التواطیء و التطبیع کما نؤکد علی ضرورة دعم محور المقاومة و الشعب الفلسطینی فی مسیرته المقاومة فی التصدی لمؤامرات الأمبریالیة الأمریکیة و الصهیونیة حتی تحریر آخر شبر من أرض فلسطین و علی رأسها القدس الشریف و الأقصی المبارک و هذا هو الواجب الدینی و الإعتقادی و الأخلاقی و الحضاری الکبیر الذی لن یحدّه زمان و لا مکان .
و ما النَّصرُ إلا مِن عِندِ الله
و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته
علیرضا أعرافی
رئیس الحوزات العلمیة
قم المقدسه
۳ شوال ۱۴۴۲ هـ .ق